تتوالي الإنجازات الطبية المتميزة التي يحققها مستشفى د.سليمان الحبيب بالتخصصي خاصة في طب وجراحة القلب، حيث نجح الفريق الطبي بالمستشفى في إنقاذ حياة مولود في يومه الأول بعد ولادته بتشوه خلقي بشرايين القلب ، وذلك بإجراء قسطرة تداخلية تجرى لأول مرة بمستشفيات القطاع الخاص بإحداث فتحة بين الأذينين ليتمكن الطفل من الحياة بشكل طبيعي.
حيث استقبل المستشفى الأم لوضع طفلها بعد الاشتباه باحتمالية إصابته بعيوب خلقية في القلب، وهو ما حدا بالفريق الطبي بإجراء عملية ولادة قيصرية للأم حيث تمت الولادة بنجاح والمحافظة على الجنين والأم دون أية مضاعفات عليهما ومن ثم تلقت الأم الرعاية اللازمة، وتم نقل الطفل إلى وحدة العناية المركزة الخاصة بالأطفال الخدج وحديثي الولادة NICU .
على إثر ذلك تولى استشاريو العناية المركزة بالوحدة رعاية الطفل الذي كان في حالة حرجة للغاية إذ تم وضعه تحت الملاحظة التامة وأجريت له الإسعافات وخضع للتنفس الصناعي وأيضاً تم إعطائه الأدويه الداعمة للقلب وتم تشخيص حالته بأنها تشوه خلقي بالقلب عبارة عن تبادل شرايين القلب أو ما يعرف بـ Transposition of the Great Arteries، ويعد هذا التشوه من أخطر الحالات القلبية على الرغم من ندرته ، ويسبب عدم استفادة الطفل من الدم المؤكسج (الحاوي على الأكسجين) بل يتم تغذيته بالدم الذي يحوي على ثاني أكسيد الكربون وهو ما يهدد حياته بشكل كبير جداً ، ونظراً لحاجة الطفل للتدخل السريع لإنقاذ حياة وعلاج هذا التبادل في الشرايين ، تم تجهيزه لإجراء عملية بالقسطرة القلبية أجراها استشاري طب القلب والقسطرة التداخلية للأطفال بالمستشفى تم خلالها إحداث فتحة بين الأذينين Balloon Atrial Septostomy .
وقد تكللت عملية القسطرة بنجاح كبير ولله الحمد وتم نقل الطفل إلى وحدة العناية المركزة للأطفال الخدج وحديثي الولادة لتلقي الرعاية اللازمة حيث تم تدريجياً التقليل من الأدوية الداعمة للقلب إلي أن تم إيقافها تماماً وأيضاً تم رفع أجهزة التنفس الصناعي عنه بعدها بأقل من 24 ساعة فقط ، ومن ثم بدأ الرضاعه بعد استقرار حالته الصحية تماماً.
وتعد عمليات القسطرة القلبية للأطفال من الإجراءات الطبية التي تحتاج لخبرات مؤهلة وتجهيزات متطورة ، ويصنفها الأطباء بأنها من عمليات إنقاذ الحياة ، إذ أن هذا المرض يحدث بنسبة 20 الى 30 حالة لكل مائة ألف حالة ولادة ويشكل مانسبته 5 الى 7 بالمئة من عيوب القلب الخلقية عند الولادة ، وتبلغ نسبة الوفاة عند عدم التدخل والعلاج 30 بالمئة في الأسبوع الاول و50 بالمائة في الشهر الأول كما يتوفي مايقارب التسعين بالمائة قبل إتمام العام الأول عند عدم التدخل السريع لعلاج الحالة.