حقق فريق طبي بمستشفى د.سليمان الحبيب نجاحاً عالمياً لأول مرة بعد إجراء عملية تكميم لمريضة تبلغ من العمر٦٥مصابة بسمنة مفرطة وتعاني من تشوه خلقي نادر جداً، تمثل في وجود القلب في الجهة اليمنى ووجود بقية الأعضاء الداخلية للجسم عكس وضعها الطبيعي، حيث أثبتت الكفاءات الطبية السعودية نجاحاً مبهراً في كثير من التخصصات الدقيقة، حتى باتت المملكة أحد المقاصد الصحية الإقليمية البارزة. ذكر ذلك د.عوض القحطاني استشاري جراحات السمنة والمناظير ورئيس الفريق الطبي المعالج.
والذي أعرب عن سعادته بهذا النجاح الذ ي حققه الفريق الطبي والمستشفى باعتباره أول حالة من نوعها في العالم، إذ لم تشر أية دراسات أو أبحاث إلى إجراء عملية التكميم عن طريق المنطار لمريضه بهذا العمر وتعاني لأي من مرضى القلب اليميني Dextrocardia والأعضاء المعكوسة (situs inversus) .
وعن المريضة أوضح د.القحطاني أنها في العقد السادس من عمرها وتعاني من سمنة مفرطة وعدد من الأمراض المزمنة الخطيرة إلى جانب العيوب الخلقية النادرة، مشيراً إلى أن هذه الحالة تعتبر نادرة جداً فهي تحدث لواحد من كل 130 ألف شخص في العالم، ولم يسبق إجراء أي عملية تكميم بالمنظار للمصابين بهذا التشوه.
وأضاف قائلاً: قمنا بإجراء عدد من الفحوصات المخبرية للوقوف على الحالة الصحية العامة للمريضة بشكل دقيق، ومن ثم قمنا بتشكيل فريق طبي من استشاريي التخدير وجرّاحي السمنةواطباء القلب لدراسة الحالة ووضع الخطة العلاجية المقترحة لا سيما في ظل التشوه الخلقي النادر الذي تعاني منه.
وواصل د.عوض القحطاني حديثه قائلاً: تم تجهيز المريضة لإجراء عملية تكميم المعدة أو "تدبيس المعدة الطولي"، حيث تم إجراؤها بالمنظار الجراحي عبر ثقوب صغيرة في الجدار الأمامي بالبطن، موضحاً أن أثناء العملية كان هناك دهون كثيفة داخل البطن مع تضخم بالكبد. مشيراً إلى أن الفريق الطبي واجه صعوبات كثيرة أثناء العملية نتيجة انعكاس الوضع الطبيعي للأعضاء الداخلية وعدم وجود عمليات أو طريقة علمية سابقة يمكن الاعتماد عليها أثناء الجراحة.
وعن حالة المريضة بعد العملية أوضح د.القحطاني أن الجراحة تكللت بفضل الله بالنجاح، وحالتها مستقرة ولله الحمد وغادرت المستشفي بعد يومين من العمليه في أتم صحة وعافية . وبيّن أن الفريق الطبي وضع برنامج علاجي متكامل للمريضة حتى يصل إلى النتائج المرجوة بإذن الله، حيث من المتوقع أن ينخفض وزنها بمعدل 65% إلى 75%، وسوف تخضع لمتابعة مستمرة لتقييم النتائج أولاً بأول وتعديل البرنامج العلاجي إذا اقتضى الأمر.